أَرِيحي جِسْمـكِ العانـي قَليـلاً
أمــا آنَ الأوانُ لِيسْتَريـحـا
فَلَوْ كُنْتِ الحديـدَ لـذابَ عِبْئـاً
وَلَو كُنْتِ الصُّخورَ غَدَوْنَ رِيحا
قَطَعْتِ العُمْرَ في سَهَرِ اللَّيالـي
أَضَعْتِ خِلالَهـا القـدَّ المَلِيحـا
تَغَضَّنَ وجهُكِ البَاهـي سَريعـاً
وكانَ يُضارِعُ الفَجْرَ الصَّرِيحـا
فَيَا لَهْفِي عَلَى جَسَـدٍ تَهَـاوى
لأجْلِ الغَيْرِ لَمْ يَطْلُـبْ مَدِيحـا
عَذَرْتُكِ إذْ رأَيْتُـكِ لَـمْ تُبالِـي
سِوَى بِبَنِيكِ فاختَـرْتِ الرَّبِيحـا
فَما لِيَ غَير صَبْرِي لِي مُعيـنٌ
عَسَى بالصّبرِ أنْ يَشْفَي الجّرِيحا
وَلَـولا لَهْفتـي لأَدَرْتُ ظَهْـرِي
وَلكـنْ لاَ أَزَالُ فتـىً سَمِيحـا
تَعَالِـيْ فَلْنَعِـشْ زَمنـاً تَبَقَّـى
فَمَا زَالَ الهَوَى طَلَبـاً مُرِيحـا
وَمَا زِلْنَا لَنَا في الحُّـبِّ خَيـرٌ
لَيَبْقَى عَيْشُنا العيـشَ المُرِيحـا
ونُمْضِي ما تَبَقَّى فِـي سُـرورٍ
فَـقَـدْ آنَ الأوانُ لِنَسْتَرِيـحـا
«أميرةُ» في حَنَانـكِ دَثِّرِينـي
لِيُعْمُرَ حُبُنـا الكـونَ الفَسِيحـا
وَلَولا الحُبُّ يَسْكُنُ في فُـؤَادِي
لَكـانَ القَلْـبُ مُعْتـلاًّ قَرِيحـا
وَحُبُّكِ لَـمْ يَكُـنْ أبـداً قَلِيـلاً
وَقَلْبِي لَمْ يَكُـنْ أبـداً شَحِيحـا
وَمِثْلِي لَمْ يَـرَ العُشَّـاقُ صَبَّـاً
وَلَوْ كَانَ "المُلـوحَ" أو "ذَريحـا"
وَمِثْلُكِ مَا رَأَتْ عَينِـي عَرُوبـاً
يَفِيضُ حَنَانُها فَيْضـاً صَرِيحـا
كَفَانَا مِنْ هُمُـومِ النَّفْـسِ هَـمٌ
إذا دَهَمَ البَعِيـرَ غَـدا طَرِيحـا
وَلِي عهدٌ عليـكِ فـلا نُبالـي
أصَحَّ فلانُ أمْ سَكَـنَ الضَّرِيحـا
وَشِعْرِي مِـنْ حَنَانِـكِ مُسْتَمَـدٌّ
فَمُدِّي لِـي يَدَيْـكِ بِمـا أُتِيحـا
وَمَا لِلشَّاعِـرِ المَفْتُـونِ مِثْلِـي
سِوَى الأشْعارِ يُرْسِلُها نَصِيحـا
أُعِيذُكِ أنْ تَرَيْ فِيهـا اِمْتِهانـاً
مَعـاذَ اللهِ أنْ أَغْـدُو قَبِيـحـا
عِتابُ مَحَبَّـةٍ كانـتْ قَصِيـدي
وَهَا قَلْبِـي إِلَيْـكِ فَقَـدْ أُبِيحـا
مما راق لي