أسيرة الأحزان
عدد المساهمات : 1030 تاريخ التسجيل : 14/02/2009 العمر : 52 الموقع : www.elite.ahladalil.com
| موضوع: قلـــــوب مكســـــوره (( روايه راااااائعه ) ) الأحد مايو 16, 2010 7:53 pm | |
|
لم أعرف طيلة عمري هذه الكلمات الرقيقة لمن ستكون ولمن أهديها .. كل معاني الحب الجميلة وكل أبيات الشعر العذبة التي دونتها في مفكرتي أو طويتها في أركان وجداني يا ترى لمن ستكون ؟
منذ أعوام بعيدة وأنا أبحث عنها عندما أسير في الطريق عيناى تتصفح كل الوجوه.. هل هي هذه ؟ أم تلك ؟ لا ليست هذه ولا تلك.. فمن هي إذن ؟ ولماذا تأخرت كل هذا التأخير ؟ ومتى سنلتقي حتى أسلمها تلك الوديعة الغالية أسلمها قلبي وعقلي وروحي وحبي وحناني وأطلعها على ما خبأته لها طيلة السنين الماضية وأحكى لها عن لوعة الشوق إليها.. ولهفة النفس عليها.. وعطش الروح لرؤيتها.. وأشكو لها من قسوة الأيام الماضية بدونها.. ومن طول الانتظار وألم الشوق أشعر أننا جئنا للدنيا من قبل أن نولد والتقينا وتعاهدنا على أن يكون كل منا للآخر وأن يبحث كل منا عن الآخر فور وصوله الدنيا من جديد لا يكل ولا يمل ولا تهزمه المسافات ولا الظروف ولا الناس.. حقا تعاهدنا فحبيبتي ليست غيب بالنسبة لي فأنا أعرفها ولكني أبحث عنها منذ أعوام عديدة ولكني لم أجدها حتى الآن رغم كثرة الجميلات فلا يعنيني أن تكون إحداهن بقدر ما يعنيني أنها هي التي تعاهدت معها قبل أن نولد فالحب لها والروح لها والقلب لها والحنان لها وكل معنى جميل وشيء جميل لن يكون إلا لها مهما طال البحث ولو فتشت عنها في كل مكان وسألت عنها موج البحر وفيروز الشطئان
ومرت السنين.. وبدأ الزمان يترك بصمته على جسدي.. وتزوج كل زملائي ووسط نقد المجتمع لي وإلحاح أمي التي تريد أن ترى أحفادها يتقافزون حولها قبل أن تموت يا بنى إيه اللى ناقصك ؟ شباب وفلوس ومركز وعيلة .. أي بنت تتمناك.. يا بنى انت عيان ؟
إرضاءا لأمي ورحمة لنفسي من نقد المجتمع المستمر بدأت أدور على بنت الحلال والحمد لله رزقني الله بإنسانه فيها ما يتمناه أفضل الناس أدب وأخلاق وجمال ودين وأصل طيب زواج تقليدي.. لكنى لا أنكر أنها جوهرة.. امرأة تكاد تكون كاملة لا تعصى لي أمرا.. تتمنى فقط أن أرضي عنها.. تتفانى في إرضائي.. تعشقني عشقا.. بل تعشق التراب الذي أسير عليه.. تحبني أكثر مما تحب نفسها.. تعتبرني الرزق الذي رزقها الله إياه وكافأها على إخلاص عبادتها له طيلة عمرها.. رزقني الله منها كتاكيت لذيذة..
وكنت أغمرها وإياهم بحناني ورعايتي وعطائي واهتمامي فزوجتي تستحق أكثر من ذلك فأنا أحترمها لأبعد الحدود ولا أؤخر لها طلبا
لكن لم يمنعني كل ما أنا فيه من النعم التي يحسدني عليها الناس من أن أستمر في البحث عن من أهوى وأعشق عن تلك الحورية التي التقيت بها قبل أن أولد وتعاهدت معها على الزواج لازلت أبحث عنها ولكني لا أجدها
أحيانا أطرد فكرة البحث الذي أتعبني وأضناني من رأسي حتى أستريح وأعيش زى ماكل الناس عايشين وأنشغل بتربية أولادي والنجاح في عملي والعمل للمستقبل وأحمد ربنا على النعم الكبيرة اللى اداها لي واللي مش موجودة عند ناس كتير
وأحيانا تانية أطلق لروحي العنان في البحث عاوز ألاقيها قبل ما يفوت قطار العمر
وأدور زى المجنون في كل مكان
أنا لا أبحث عن رغبات جسدية فالحمد لله زوجتي لا ينقصها شيء فأنا عندي عفة جسدية والحمد لله أنا بدور على العفة النفسية.. عن حلم قديم وأمنية قديمة عن الحب العاصف الذي يأخذ قلبي ويطير لذلك أستمر في البحث ولا أكل ولا أتعب حتى ينتهي اليوم ثم أستسلم للنوم متعبا حتى تشرق شمس جديدة وأدعو الله دائما " اللهم رضني بقضائك وبارك لي فيما قدر حتى لا أحب تأخير ما عجلت ولا تعجيل ما أخرت " – يارب اعمل لي الخير وارضينى بيه
إلى أن جاء ذلك اليوم.. وآه من هذا اليوم.. يوم التقت أعيننا شعرت يومها بموجة دافئة تهز أوصالي يا إلهي.. لا أكاد أصدق.. إنها هي يااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااااااااه أين كنت.. هل تذكرينني ؟؟ فأنا أعرفك من زماااااااااااااااااااااااااااااااااان بعيد ابتسمت ابتسامة عذبه تملأ الدنيا أمطرتها بما في قلبي من كلمات الحب التي احتبستها في صدري لها طوال السنوات الماضية شكوت لها من قسوة الأيام الماضية بدونها أخيرااا وجدتك أخيرا عرفت لمن سأقول كل كلمات الحب بدون نفاق أو تكلف أغترف من قلبي وأسكب في أذنك – لا...بل أسكب في قلبك – دون تكلف أو افتعال قالت برقة متناهية: كفاية لحسن الكلام الحلو دة يخلص. قلت: لا لن ينتهي فقلبي لم يتحرك إلا لك.. وبه من المعاني والأحاسيس ما يملأ الدنيا إلى نهاية الزمان وصارحتها بكل شيء.. لم أخبىء عنها أي تفاصيل قلقت بعض الشيء بسبب زواجي الأول قالت لي: خللي بالك اللى بيحاول ياخد كل شيء ممكن يخسر كل شيء حاولت أن أطمئنها.. فلن أظلم أحداا وستكون في عيني ننهل سويا من نهر الحب والسعادة
كنت عندما أسمع منها ما يدل على حبها لي.. كنت أشعر أنى أطير في السماء كانت عندما تسير إلى جواري.. أشعر أنى ملكت الدنيا بأسرها.. وأشعر أنى لا ألمس الأرض بقدمي
كانت شمس دنياى تشرق عندما تأتى إلىّ وهى تمشى فى دلال وحياء وتجلس معى الساعات الطوال ويمر الوقت دون أن ندرى حتى تأتى لحظة الرحيل مع ظلمة الليل حيث تغيب شمس دنياى ولا يهون علىّ إلا بسمتها عند الوداع وهى تقول لى : متخافش هشوفك بكره مقدرش يعدى يوم من غير مشوفك
كنت أشعر أن هذه الدنيا بسهولها الواسعة وجبالها وبحارها وبمن عليها من بشر ومخلوقات عديدة لا تعدو أكثر من كرة مظلمة إلا في نقطتين مضيئتين أنا في إحداها وهى في الأخرى وقد أخذت معها قطعة منى وكنت أقيس حركتي وأسفاري بقربى وبعدى من النقطة الأخرى المضيئة التي فيها نصفى الآخر بغض النظر عن كل من حولي. كنت أشعر دائما أن هناك جسر قوى يربط بين قلبينا مهما تباعدت المسافات
قلت لها يوما
اذا مـــــا بكــــــيت أراك ابتســــــــــــامة وان ضـــــــــاق دربى أراك السلامـــــــة وان لاح فى الأفــــــــــــق ليل طويــــــل تضـــــــىء عيــــــــونك .. خلف الغمامــه ******* لماذا أراك علـــــى كلّ شــــــــىء كأنــــك فى الأرض كلّ البشـــــر كأنـــــك درب بغيــــــــر انتهـــــــــاء وأنــى خلقـــــت لهــــذا السفــــر .. اذا كنت أهــــــرب منــك .. اليـــك فقـــــــولى بربــــك ..أين المفـــر ؟
كادت تطير من السعادة وابتسمت ابتسامة تملأ الدنيا وقالت فى دلال : إطمئن ياحبيبى مفيش مفر .. إحنا لبعض .. بكرة تزهق منى أوعدك عمره ما هيحصل
كانت أكبر مشكلتين تواجهاني كيف يمر الوقت بدونها رغم وجود زوجتي وأولادي من حولي والمشكلة الأخرى حينما يأتي موعد عودتها لبيتها حيث تحبس أنفاسي وأشعر وكأن روحي تتركني وتذهب معها
لا بد أن أتقدم لخطبتك.. فأنا لم أنتظرك كل هذه السنوات من أجل دقائق أو سويعات نلتقي فيها ثم يرجع كل منا إلى بيته طيب ورد فعل زوجتك ؟ المسكينه هيتحطم قلبها . متخافيش احنا مش بنعمل حاجه حرام . وربنا أحل التعدد وبعدين أنا مش ناوى أظلمها .. بالعكس دنا ناوى أضاعف لها الحنان والحب .. وبصراحة هى تستاهل ولو طلبت الطلاق ؟ متخافيش أنا همهد لها الموضوع وربنا يساعدنى وأقنعها سأفعل المستحيل حتى يجمعنا الله في بيت واحد – حتة جنة محندقه في الدنيا نملاها بالحب والسعادة والعطاء والحنان والدفء والأولاد – إنشاء الله
خايفة من رد فعل بابا.. ممكن يرفض بابا صارم ومش هقدر أقف قدامه لازم ندافع عن سعادتنا.. الإنسان بيعيش مرة واحدة
من قبل أن أعرفها لم أكن أعرف طعم الخوف كان أصدقائي يقولون عنى أنى إنسان قوى بلا نقاط ضعف لكن منذ عرفتها بدأت المخاوف تعرف طريقها إلى قلبي أخاف عليها أن يحدث لها مكروه أو تصاب بأذى وأكبر خوف في حياتي أن تحول الأقدار بيننا
كنت أدعو في صلاتي لها أولا ثم لي.. ثم أتضرع إلى الله أن نكون لبعض وأن يكون ذلك خيرا لنا في الدنيا والآخرة
دائما يقولون عنى أن دموعي عزيزة ويبدو أن كلامهم هذا صحيح عدد المرات التي بكيت فيها في حياتي لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة لكنى في الخلوات والصلوات عندما أستحضر أن الله لا يريد هذا الأمر أشعر بغصة في حلقي وحبس لأنفاسي وحشرجة في صوتي وتنسكب الدموع من عيني أنهارا تلك الدموع العزيزة العصية.. هاهي تنسكب حارة كالنهر الجاري.. فأنا أحب الله.. وأعلم أنه لا يختار لي إلا الخير.. لكن هذه المرة.. وهذه المرة بالذات أتوسل إليه أن يختارها لي وأن يجعلني خيرا لها ويجعلها خيرا لي.. وأصرخ بالدعاء في الصلوات والخلوات في السحر حيث لا يسمعني أحد ولا يشعر بدموعي أحد إلا الله رب العالمين
ذات مرة لاحظت حزني فاستشفت بحدسها إني أخشى من رفض أبيها فقالت لي مواسية بصوت عذب لم أسمع مثله في حياتي: متفكرش كتير ياحبيبى....على فكرة دى مش سعادتك لوحدك دى سعادتى أنا كمان ولازم أدافع عنها
كلما مر يوم.. زاد قلقي وخوفي رحمتك يارب
أمى : عاوز أصارحك بحاجه قول ياحبيبى قلت لها كل شىء بالتفصيل قالت : انت ندمان يابنى على جوازك ؟
بالعكس يا أمى أنا مش نادم على زواجى .. أنا فخور جداا بزوجتى .. وبحسد نفسى أنا كمان عليها وبعتبر انها رزق ربنا ساقه لى ومن علامات حب الله لى.. ورغبتى فى الزواج من غيرها ليس خيانة لها لأن حتى لو ده تم فلن تفقد حنانى ولا عطائى ولا اهتمامى مش بس عشان ده حقها ومن باب العدل ولكن عشان هي تستاهل فعلا كل خير ومتنسيش أن الرسول كان بيحب السيدة عائشة وفى نفس الوقت كان بيغرق سائر زوجاته فى حنانه وعطائه ونا ماليش دعوة بالنماذج السيئه الموجوده فى المجتمع لهؤلاء الظلمة الذين بمجرد ما يتزوج بأخرى يرمى الأولى بأولادها سنة واتنين وبعدين يزهق من الجديدة ويفوق من نزوته وبعدين يرميها ويرجع لعقله - أقصد للأولى - لست واحدا من هؤلاء بدليل فى عز تعلقى بالجديدة لاأنكر فضل الأولى وأشعر أنها انسانه عظيمة جديرة بالتقدير والإحترام
طب يابنى وهى مين ومين أهلها وهى حلوة واللا لأ ؟ يا أمى ياحبيبتى انتى عارفة إن أنا مبيهمنيش الحاجات دى بس انت مراتك جميلة ومن عيلة ومتدينة مقولتش حاجه بس أنا حاسس إن سعادتى هتكون معاها إنشاء الله . وهتسيب مراتك ؟ لأ طبعا .. حد يسيب جوهرة زى مراتى ؟ انت حيرتنى لا يا أمى .. أنا هتجوز الإتنين طيب يابنى وهتبقى مستريح ؟ بإذن الله يا أمى .. عاوزك تدعيلى طيب شوف أنا كل اللى يهمنى سعادتك بس أنا مش هوافق الا إذا مراتك وافقت على الوضع ده .. أنا عاوزه حياتك تبقى مستقرة .. مش عاوزاك تبقى كل يوم فى مشاكل خلاص يا أمى هحاول وربنا يوفقنى
عاوز أقولك حاجة ياحبيبتى قول ياحبيبى ايه رأيك فى التعدد ؟ لمين ؟ ليه أنا حزنت وبكت وقالت لى هوه أنت ناقصك حاجه؟ أخذتها فى أحضانى وجففت دموعها وقلت لها والله العظيم الذى لاأحلف به كذب أبدا أنى لا أعيب عليك خلقا( بفتح الخاء ) ولا خلقا (بضم الخاء واللام ) ولادينا والله العظيم يا حبيبتى مافى واحدة زيك فى الدنيا كلها خلاص طالما هتزعلى بلاش وانسى الموضوع ده نهائيا فرحت وضحكت كالطفلة الصغيرة وفعلا وقتها قررت أضحى بسعادتى من أجلها وأكتم أحزانى فى صدرى وأطلب الصبر من الله سبحانه وتعالى ولكنها بعد ذلك لاحظت شرودى المستمر وفى مرة من المرات وهى توقظنى من النوم وجدت الدموع فى عينى فصعقتها المفاجأة فبكت وانهارت وقالت لى: لو عاوز تسيبنى وخايف أزعل قول ؟ قلت لها والله العظيم أبدا أنا عمرى ملاقى ضفرك ويبقى آخر يوم فى عمرى لو أسيبك قالت : خلاص أنا موافقه انك تتجوز .. ده حقك شرعا ونا مش هحرم الحلال .. بس اوعى تنسانى أو تنسى أولادك قالتها وفى عينها دمعه تحاول أن تخفيها قلت لها مش هتجوز قالت : لا عاوزة أفتنك عن دينك وتقع فى ذنب ولا عاوزة أقف فى طريق سعادتك أنا أهم حاجة عندى انى أبقى معاك بس مش عاوزة ييجى يوم وأندم على موافقتى أوعدك إنك عمرك ماهتندمى هذا الموقف صور لى زوجتى أنها شامخة كالجبال .. بنت أصول فعلا .. مفيش واحدة تضحى كده عشان خاطر حبيبها .. زادت غلاوتها عندى أضعاف كدت أطير من السعادة فقد حلت كل مشاكلى وأصبحت قريب جدا من تحقيق آمالى مش فاضل غير باباها يارب سهل يارب
عندى ليكى أخبار حلوة قول بسرعة تدفعى كام ؟ قول بسرعة الله يخليك مراتى وافقت .. وماما وافقت معقول !!!!!!!! عرفتى بقى انا بحبك أد إيه ؟ عارفة من غير متقول ونا كمان حاسة إنك كل شىء فى حياتى انت فعلا محور حياتى كلها أختى كانت بتصحينى من النوم امبارح لقتنى بقول اسمك .. كنت بحلم بيك فعلا أقولك على حاجه .. أنا بتمناك فعلا ومتأكدة ان سعادتى معاك تعرف انى بطلع فلوس صدقة بنية ان ربنا يخلى بابا يوافق ياااااااااااااااااه يارب حقق حلمنا يارب كان يوم جميل .. كنا مع بعض طول النهار .. مشينا ف كل الشوارع .. جبتلها هدية بسيطة ووردة حمرة وكارت رقيق .. كتبتلها فيه أجمل كلمات الحب .. وقلتلها أنا مش بألف هذا الكلام أنا بغرف من قلبى وأكتب كانت تبتسم وتبصلى وهى طايرة من الفرح .. تعرف انى حاسة انى مراتك ؟ ونا كمان .. يارب أفوز بيكى ونكون لبعض يومها وصلتها لحد بيتها وودعتها وفضلت واقف لحد ما اختفت عن نظرى ورجعت البيت ونا طاير من السعادة
حتى جاء ذلك اليوم عندما ذهبت إلى أبيها شعرت يومها أن أباها معه مفتاح سعادتي.. كلمة واحدة منه تدخلني جنة الدنيا وكلمة أخرى تخرجني منها وكانت الكارثة .. ووقعت الواقعة إنت إنسان ممتاز .. بس بصراحة انت متجوز.. مرضاش إن بنتي تكون زوجة تانية طيب .. وفيها إيه يا عمى طالما العيب مش فيا أنا وطالما هشيلها في عينيه نظرة الناس يا بنى .. المجتمع مبيرحمش وإيه الجرم اللي أذنبته في حق المجتمع لما بطلب حقي في السعادة مع الإنسانة اللي شايف إن سعادتي معاها وشايف إني بإذن الله هكون سبب في سعادتها ؟ الناس مش هيعيشو معانا ولو احنا مش سعدا مش هيزعلو عشانا ؟ بلاش نخلى الناس تحرمنا من السعادة وتتدخل في حياتنا يا بنى الناس دول إحنا عايشين وسطهم ونظرة الناس ليك واحترامهم جزء من شخصيتك اللي متقدرش تستغنى عنه أيوة بس ده لو بنعمل حاجه غلط أو حرام يؤسفنى يا بنى إنى أرفض طلبك طيب فكر شوية وبعدين رد عليه طيب خد رأيها طبعا أباها لا يعرف العهود التي تعاهدنا عليها قبل أن نولد ولا يعرف شيئا عما تعاهدنا عليه بعد أن التقينا يا عمى دنا هسقيها من كأس السعادة بيدي بإذن الله طيب همشى دلوقتى وآجى بعد أسبوع تكون فكرت
سرت هائما على وجهي لا أدرى هل أنا سائر على قدمي أم لا دارت بي الدنيا استوى عندي كل شيء ونقيضه هرعت إلى غرفتي حتى أخلو إلى دموعي وعزلتي حيث لا يراني أحد لاحظت زوجتي تغير حالي.. زوجي الحبيب: هل أصابك مكروه.. أنا زعلتك في حاجه ؟ أبداا والله.. شوية تعب ويروحوا لحالهم مر الوقت ثقيلا.. كئيبا.. حزينا وبعد أسبوع عدت إلى والدها يا بنى كل شيء قسمة ونصيب بكره تقابل واحدة تانية أنسب ليك وتنسى الموضوع ده تماما إحنا ياما مرينا بتجارب زى دى.. ربنا يوفقك قضت كلماته على آخر أمل لي ضاع حلم عمري ضاعت سعادتي أنا مخنوق أنا تعبان حاسس بالضياع حاسس إني عاوز أموت
مالك يابنتى ؟ ده إنسان كويس أوى يا بابا.. أنا متأكدة إن سعادتي هتكون معاه إنتى كنت تعرفيه من قبل كده ؟ هه..لالا..أبدا أواجه المجتمع إزاى ؟.. أقول للناس إيه ؟ جوزت بنتي لواحد متجوز.. ليه ؟ هي كانت بايرة واللا فيها عيب ؟ لم تستطع أن ترد اختلطت الكلمات بالعبرات اختنقت الكلمات انسكبت العبرات شعرت بأن سعادتها تضيع من بين يديها بابا .. أنا أعرف الشخص ده وبحبه يانهارك اسود دى الحقيقة .. وهوه انسان ممتاز وأنا متأكده ان سعادتى معاه .. وبيحبنى أكتر من نفسه. لم يتمالك نفسه .. بس فضل يتصرف بحكمه .. حس ان بنته ممكن تضيع منه قربى من باباكى ياحبيبتى خدها فى حضنه فى حنان وبكى وقال : يابنتى ده بس فى الأول .. وبعد كدة هيدوس عليكى .. ويرميكى زى الكلبة ويرجع لزوجته الأولى وأم أولاده وانت بكرة هتنسيه وتلاقى غيره لا يا بابا مستحيل ألاقى حد يحبنى أده الزمن كفيل بإنك تنسى وبكرة أفكرك بابا .. لو ماوافقتش تبقى بتكسر قلبى .. لو بتحبنى وافق .. أرجوك يا بابا يابنتى أنا عارف مصلحتك كويس .. وانتى لسه صغيرة ومش فاهمه الحياة كلها أسبوع واللا اتنين وتنسى وتبقى الحكاية دى مجرد ذكرى وهفكرك راحت فى بكاء ونحيب و غرقت فى بحر من الدموع يا خسارة ضاع كل شيء
مالك يا بنى ؟ تعبان يا أمي روح عند جدتك تغير جو رميت نفسي في أحضان جدتي وسكبت دموعي على كتفها من زمان يا بنى مشوفتش دموعك.. من أيام ما كنت نونو صغير ربتت بحنان على كتفي.. استمر البكاء مالك ياحبيبى.. إيه اللي حصل ؟ حد من أولادك تعبان ؟ قصصت على جدتي كل شيء حزنت من أجلى وقالت: يا بنى الرضا بالمقسوم عبادة وربنا مبيختارش للإنسان حاجه وحشة ارضي يا بنى بقسمة ربنا.. مش قادر ياستى.. أنا انتهيت لا يا بنى الراجل القوى لازم يقف على رجليه بعد الصدمة مش أي صدمه ياستى لا يا بنى.. الحياة لازم تستمر طول محنا عايشين يعنى أسيب حبي يضيع من ايديا ؟ أنا عارفة يا حبيبي اللى انت فيه ده أصعب اختبار في حياتك مش هتعدى بأوحش من كده نفسي أموت ياستى خليك مؤمن بقضاء ربنا.. وافتكر دايما أن الرضا بالمقسوم عبادة يا بنى ياريتنى ما قابلتها ولا شفتها باريت ماكانش ليه قلب
يعنى ياستى هيه هتتجوز واحد تانى ؟ أيوة يا بنى.. دي سنة الحياة.. بس مش هيقدر يسعدها أدى.. لأنه مش هيحبها أدى يا بنى كل شيء قسمة ونصيب.. والسعادة في السما مش في الأرض " وهو الذي أضحك وأبكى " وانت عندك زوجتك – هدية ربنا ليك - وأولادك قرة عينيك يملو عليك حياتك وهى كمان هتجيب أولاد وهتنسى حبي ؟ أيوة يا حبيب قلبي وانت كمان هتنساها.. من نعمة ربنا علينا إنه أنعم علينا بنعمة النسيان والزمن بيداوى جراح كتير " وتذكرت عندما كنت أقول لها أنساك ازاى.. ازاى أنساك.. ازاى أنساك.. ازاى أنساك ازاى.. ازاى أنساك..ازاى أنساك دنا لو قلبي ينساك.. العين مابتخبيش وعنيا لو تنساك.. الفكر مايسيبنيش والفكر لو ينساك.. الشوق مايطاوعنيش والشوق لو كان يطاوعني.. حبك ما يرحمنيش.. حبك مايرحمنيش فتبتسم ابتسامتها التي تملأ الدنيا وتقول يعنى عمرك ماهتنسانى.. " خنقتني الدموع من جديد.. وقلت في حسرة: عارفة ياستى: دايما كنت بحس أن في كل فرح، فيه إنسان مجروح – هي كمان كانت بتحس بكده- وعارفه كمان أنا عمري ماهنساها ودايما هروح الأماكن اللى كنت بشوفها فيها حتى لو مع أولادي وحتى لو بقى عندي 100 سنة وشعري كله بقى أبيض هتابع أخبارها وهحب أولادها وهحب سيرتها وهدعيلها دايما في صلاتي وهتمنالها الخير والسعادة مع الأسف... سابت جوايا ذكرى أليمة هفتكرها دايما إما ببسمة حزينة أو بدمعه حزينة الصبر يارب يا خسارة
رن الموبايل .. بصيت بسرعة لحسن تكون هيه فعلا .. هوه ده رقم تليفونها أهلا حبيبتى .. بابا وافق ؟ مش عارفة أقولك إيه.. مفيش أى أمل متقوليش كده .. طول محنا عايشين فيه أمل طالما احنا متمسكين بيه مع الأسف كلهم ضدى .. بابا .. ماما .. عمى .. كل قرايبى .. وكل صاحباتى لو بابا حس انك مقتنعه ميه فى الميه هيوافق لكن لو حس انه احساس عابر هيصر على موقفه مفيش فايده يا خسارة الحب الجميل انتى حاسة ان حد غيرى ممكن يسعدك أكتر منى ؟ أبداا.. مفيش مخلوق يقدر يسعدنى غيرك طيب ليه نضيع الحب الكبير من إيدينا ونحكم على نفسنا بالشقاء ؟ كل شىء قسمة ونصيب .. أنا فعلا متمنيتش لنفسى زوج غيرك ومش عارفة هتجوز ازاى لأنى هكون بخون جوزى عشان قلبى معاك لو فيه أمل واحد فى الميه كنت قاومت .. بس فعلا القدر أقوى مننا
قال والدموع تخنقه : يقول الناس يا عمرى بأنك سوف تنسانى وتنسى أننى يوما وهبتك نبض وجدانى وتعشق موجة أخرى وتنسى دفء شطآنى وسوف يتوه عنوانى ترى .. هل ستقول ياعمرى أنك كنت تهوانى ؟ فقلت : حبك إيمانى ومغفرتى وعصيانى أتيتك والمنى عندى بقايا بين شطآنى عبير مات طائره على أنقاض بستانى أحبك نسمة تروى لصمت الناس ألحانى أحبك نشوة تسرى فى أوصال وجدانى ولو خيرت فى وطن لقلت هواك أوطانى ولو أنساك ياعمرى حنايا القلب تنسانى إذا ما ضعت فى درب ففى عينيك عنوانى
قالت وغصة الحزن فى حلقها : قدر أراد شقاؤنا .. لا أنت شئت ولا أنا عز التلاقى والخطوط السود حالت بيننا قد كنت أكفر بالهوى .. لو لم أكن بك مؤمنا
سكت الكلام فى الحلق اختلطت الكلمات بالعبرات اختنقت الكلمات انسكبت العبرات
مرت عشرون سنة اشتعل رأسي شيبا ابني الدكتور / أحمد – دكتور في كلية الهندسة – يقود بي السيارة في ليلة مطيرة وقف العربية يا دكتور خير يا بابا بس وقف بس هممت بالخروج من السيارة صاح أحمد : بابا رايح فين .. الدنيا مطر .. الدكتور قال ده خطر عليك سيبنى يا بنى لو سمحت سرت بخطوات بطيئة .. ملعونة تلك الشيخوخة .. خشونة في الركبة .. زمان كنت بمشي أسرع من الحصان .. تسمرت قدماى .. شرد نظري بعيدا امتلأت عيني بالدموع بابا إنت بتبكى ؟ فيه إيه يا بابا ؟ أول مرة في حياتي أشوفك تبكى حاولت أدارى دموعي وأتماسك لا يا بنى مفيش حاجه أصل المكان ده بيفكرنى بإنسان غالى عندي أوى وليه البكاء ؟ أصلها يا بنى ذكرى أليمة من عشرين سنة كان فيه هنا محطة بنزين كنا التقينا عندها .. وبعدين افترقنا حياة الإنسان يا بنى عبارة عن مجموعة ذكريات .. منها المفرح ومنها المبكى .. واللي مالوش ذكريات إنسان مسكين ياللا يا بابا نرجع العربية دخلت السيارة .. تمددت في المقعد وسبحت مع دموعي و ذكرياتي .. هنا التقينا .. وهنا مشينا .. وهنا حلمنا .. وهنا تعاهدنا .. وهنا افترقنا .. تذكرت كلمات جدتي .. أين أنت ياجدتى ؟ لم يستطع الزمن مداواة جراح قلبي .. اننى لم أستطع أن أنساها بعد كل هذه السنين على عكس ما قلتيه لي.. ولن أنساها حتى آخر العمر
كبر حفيدي من ابني أحمد كنت أحب اللعب معه تسابقني ياجدو ؟ آه ياشقى لو كنت سألتني السؤال ده من عشرين سنة كنت قلت لك أيوة أخذته في حضني قاللى : جدو أنا عاوزك تحكيلى حدوته تحب أحكيلك القط والفار لا ياجدو أنا كبرت على الحواديت دي طيب أنا عندي حدوته .. بس حزينة اسمها إيه ياجدو اسمها : قلوب مكسورة قولها ياجدو .. الله يخليك طيب يا عسل : كان ياما كان .. تحشرج الصوت اختلطت الكلمات بالعبرات اختنقت الكلمات انسكبت العبرات وانهمرت الدموع من جديد
م ن ق و ل كتابه الدكتور محمد فهمى
| |
|