1- التعارف
وقف صاحبنا من خلف زجاج الشرفه ينظر الى البلبل وهو يقترب بحرص نحو الحبوب التي كان قد وضعها له
كانت نظرته مايئه بالندم والحسره وهو ينظر الى ذلك البلبل
اقترب البلبل الى الحبوب وهو يتلفت يمينا ويسارا , ثم بدأ في الأقتراب اكثر من الصحن
بدأ يلتقط حبه , ويرفع رأسه ناظرا الى باب الشرفه الذي يقف خلفه صاحبنا, حتى شعر البلبل بالأمان , فبدأ في التقاط الحب وهو سعيدا
حاول صاحبنا فتح باب الشرفه ليخرج ويقترب من البلبل , ولكن البلبل ما ان سمه صوت فتح باب الشرفه حتى ترك كل شيء وطار محلقا في السماء وعلا
وعلا حتى وصل الى اعلى غصن في الشجره المقابله لشرفه صاحبنا , ووقف ينظر اليه
وقف صاحبنا يتابع البلبل وفي عينيه نظره انطفاء امل وكانه كان يامل في ان يبقى البلبل بجواره , يلتقط الحب بينما هو يجلس في الشرفه يحتسي قهوته الصباحيه
لا تعجبوا
نعم تلك كانت عادتهما معا . فقد كان صاحبنا يعد وجبه الفطور لهذا البلبل الصداح , وهو يعد لنفسه قهوته الصباحيه , يضع الوجبه في الشرفه على السور , فيأتي البلبل
ويأكل من الحب بينما هو يتابعه بنظره , وهو يحتسي قهوته الصباحيه
كان وحيدا وحيدا بعد وفاة امه , وانشغال اخته بأولادها , كانت اخته تأتي لزيارته ولكنها كانت دائما على عجل
- معلش يا اخويا ورايا وورايا وورايا
فيبتسم قائلا
- اجي اساعدك
تضحك اخته قائله
- كفايه عليك خدمه نفسك ده انا اللي لازم اساعدك
وتلقي على وجنتيه قبلات سريعه , وتجري عائده الي منزلها
حتى استفاق ذات يوم على صوت بلبل جميل صداح
قام من فراشه واتجه ناحيه باب شرفته فلمح هذا البلبل وهو يقف على غصن الشجره التي القت بغصنها في شرفته لتظلل له الشرفه
ظل واقفا يسمع البلبل وهو يغرد , كم اسعده تغريده.
وكأن البلبل شعر باستئناس صاحبنا به , فعقد العزم على ان يفيقه كل صباح بتغريده
بدأ صاحبنا يفكر في امرهذا البلبل وكيف انه يؤنسه كل صباح
فصار يضع له الحب والماء على سور الشرفه وكانه يكافئه على ما يفعله من اجله
ويجلس هو في الجهه المقابله , يتابع البلبل وهو يحتسي قهوته
في البدء كان البلبل ينتظر صاحبنا حتى ينتهي من قهوته ويدخل, فينزل هو لالتقاء الحب
شيئا فشيئا بدأ البلبل في الاطمئنان لصاحبنا, صار يجؤب ان يقترب, وصاحبنا بختلس النظر اليه في كل مره ولا يحرك ساكنا,
حتى شعر البلبل بالامان تماما, فبدأ يقترب من الحب ,ياكل قيلا , ويغرد قليلا
كما بدأ صاحبنا في التحدث الى البلبل وهو يحتسي قهوته عما يحزنه وما يفرحه
ونشأت صداقه جميله بين ذلك البلبل الجميل وصاحبنا
حتى زار الشيطان صاحبنا ذات يوم
2- فكره غبيه
- لماذا لا احتفظ بالبلبل عندي
- اه تعم سيكون لي طيله الوقت
- سأطعمه افخر الاطعمه
- سأتي له بكل انواع اللعب
- اه ساتيه بقفص كبييييييير حتي يستطيع الطيران فيه
- ماله وحياه التشرد ,هنا هتما سيكون سعيدا
- نعم نعم وسيغني لي طوال النهار
-نعم نعم
نزل صاحبنا واشتري قفص ذهبي كبييييييييير , ثم ذهب الى محل الطيور
- ارجوك املأ لي هذا القفص بكل انواع اللعب التي يحبها الطيور, واضف لي ارجوك عشا ليبيت قيه
صاحب المحل - واي طير تريد شراؤه
صاحبنا - لن اشتري الان, فقط جهز لي القفص
اشترى صاحبنا شبكه كبيره كشبكه صياد السمك, واخفاها قي شرفته , تحت كرسيه الذي يجلس عليه كل صباح
ليحادث البلبل
كعادته جاء البلبل ايوقظ صاحبه من النوم في الصباح
خرج صاحبنا الى الشرفه , في احدى يديه الحب والماء
وفي اليد الاخري قهوته
بدأ البلبل في التقاط الحب ، ثم غرد قليلا، ثم عاد يلتقط الحب
صاحبنا شيئا فشيئا وبهدوء سحب الشبكه , وفي رميه واحده القاهل على البلبل الذي وقع فريسه في الشبكه
ضحك صاحبنا ضحكه انتصار قويه
- الان صرت لي, انت ملكي
ستغني لي ليل نهار، وساحكي لك ايضا ليل نهار
ستدخل معي غرفتي، وستنام معي
لن تشعر بالبرد ولا بالحر, واكلك سيكون متوفرا طوال الوقت
انكمش البلبل في يد صاحبنا ولم يحرك ساكنا , فقط كان ينظر له نظره عجيبه وكأنه يقول
- امنت لك يابن ادم , فخنتني
وضع صاحبنا البلبل في القفص الفاخر, وقدم له الطعام الفاخر
بيد ان البلبل لم يحرك ساكنا
- معلش اصله لسه مش متعود عالقفص , بكره يتعود, ويبقى مش قادر يسيبني
يوم
يومان
اربعه ايام
البلبل لا ياكل ولا يشرب اللا اقل القليل
لا يغرد نهائيا , فقط ينظر الى السماء
- يا الهي ،ايه اللي جرالك، انا عاملك كل حاجه ، عمال اكلمك واحكيلك, وانت حتى مش بترد عليا
ايه اللي جرالك , لتكون عيان
اخذ صاحبنا البلبل الى الطبيب ليرى ما به, وهل هو مريض
ما ان امسك الطبيب البلبل حتى سأل صاحبنا
- جيبت البلبل ده منين
- اشتريته من محل العصافير
- مستحيل
-{بخجل} معاك حق , انا اصطدته من عالشجره
-يبقى لازم يطير حالا واللا هايموت
- يموت , يموت ليه , ده انا عامله كل حاجه
اكل , وشرب , وقفص كبيييييييير يعيش فيه
ليه يموت؟؟؟
ضحك الطبيب بصوت عال , ثم قال
- الطير الحر ياسيدي مايهموش ده كله
بيته هو عشه اللي بيبنيه
عارف ان اكله ربنا بيرزقه بيه
وسبب غناه وتغريده هو حريته
جناحه اللي بيفرده في السما ويطير بيه
سكت صاحبنا قليلا, ثم اخذ القفص وجرى مسرعا باتجاه منزله
خرج الى الشرفه, فتح القفص واخرج البلبل , ووضع البلبل على السور وقال له
- طير, ابعد براحتك , بس ارجع غني لي تاني
فرد البلبل جناحه وطار , وعلا وعلا في السماء
ثم حط على الشجره المقابله لمنزل صاحبنا
جاء صاحبنا بالنظاره المعظمه ليتتبع البلبل , فلمح بين الاغصان عشا صغيرا حط عليه البلبل
-اااااااااااااااااه دي ام, عندها ولاد صغيرين, ياااااااااااااه انا مافكرتش في دي
ياااااااااه انا كنت اناني مافكرتش اللا في نفسي
عايز اسعد نفسي وبس, ياخساره, يااااااااخساره
ام , بتاخد الاكل لولادها, انا اناني
انا اناني
3-ما بقى
صار صاحبنا يضع الحب في الشرفه كل يوم , ويجلس يحتسي القهوه في انتظار البلبل
فلا يأتي البلبل
شهر مضى
استفاق صاحبنا ذات يوم على صوت يجبه جدا جدا
كان البلبل ، وقف على الغصن يغرد
ما ان فتح باب الشرفه , حتى طار البلبل الى الشجره المقابله
وضع لها الحب والماء وجلس ليحتسي قهوته و فلم تقترب
قام من مكانه ودخل غرفته, واغلق بابها
جاء البلبل ياتقط الحب ويغني
فتح باب شرفته مره اخرى ، فطار البلبل محلقا الى الشجره المقابله
اغلق صاحبنا باب شرفته مره اخرى , ووقف يتابع البلبل مره اخرى, وقد دمعت عيناه
حاول صاحبنا يشتى الطرق ان يعيد ماكان
ولكن البلبل ابدا لم يعطيه الامان
م
ن
ق
و
ل