يحكى ان نجاراً عجوزاً كان على وشك التقاعد. فاخبر المقاول الذي كان يعمل معه سنوات طويله بتركه مهنة بناء البيوت ليعيش ماتبقى له من العمر بترف وبين احضان عائلته وابناءه.
فأسف المقاول لسماع هذا الخبر وحزن لترك صديقه النجار. فطلب المقاول من النجار طلباً وهو ان يبني معه بيتاً للمرة الأخيرة كخدمة شخصية.
فوافق النجار, ولكن مع مرور الوقت كان من السهل رؤية عدم اهتمام النجار بعمله فكان يتكاسل ويغض النظر عن اتقان عمله ويستخدم المواد الرديئة للبناء.
وكان من السيء ان يختم حياته المهنية بهذه الطريقة.
وحين انتهى النجار من عمله. حضر المقاول ليلقي نظرة على البيت. فقام باعطاء النجار مفتاح البيت الرئيسي وقال له
:" هذا بيتك... انه هديتي لك."
فصعق النجار من الصدمة !
يا للأسف, لو كان يعلم فقط انه كان يبني بيته , لإختلفت طريقته في البناء تماماً !
إذاً, بيدنا نبني حياتنا, ويوماً بعد يوم نقصر فيه بعملنا, تأتي الصدمة وندرك اننا يجب ان نعيش في هذا البيت الذي بنيناه.
ولو كنا فقط نقدر ان نعيد بناءه لإختلف كل شيء تماماً.
لكن, لا تستطيع العودة....
فأنت هو النجار, وعملك كل يوم ان تطرق مسماراً أو تنشر لوحاً أو تنعمه !
وقد قال احدهم :
" الحياة خدمة ذاتية.
" فتصرفاتك وخياراتك التي تتخذها اليوم تساهم في بناء "بيتك"
الذي ستعيش به غداً ...