اين أنت يا عيد ؟؟؟

كل عام وانتم بخيـــــر

أين أنت يا عيد ؟

ما أجمل العيد حينما كنا ننتظر قدومه إلينا في مثل هذه الأيــام
نترقبه في كل لحظة ونتسمر أمام الشاشات العتيقة
وكل ما يهمنا هوا ما نحلم بما سيأتي به إلينا
وكأنه زائر أسطوري يطل علينا كل عام بصوته المميز وبهداياه
وأهازيجه التي يتمايل ويتغنى بها
تفرح بعودته كل الزوايا في كل بيت .. وترتدي ثيابها المشجرة
فتشاركها وترقص معها أدخنة المباخر
وتغرينا الحلوى من مكان ما لنلتهمها
وليتني لم أحاول في طفولتي التهامها دفعة واحدة
واحتفظت بها لتكون كل أيامي أعياد
نستعد جميعنا متلهفين بملابسنا الملونة والجديدة
وأكففنا المنقوشة التي نلوح بها له في سعادة
كنا كالزهور تفوح منا روائح الورد والليمون
وتجد الفرح يخرج من نوافذنا يعانق فيه شوارعنا المبتهجة لقدومه أكثر
وخيوط الأنوار توزع إبتسماتها في كل شارع وتمتد عروقها لكل حي منها
كي تنبض هي أيضا بالحياة
وأكشاك الحلوى المتناثرة تحيينا
وتشير إلينا غامزة كي نخطف بحب بعضا منها
ونهرب ضاحكين شاكرين لها هذا الكرم
وأكوام الأرز المتناثرة حتى أنه لا يبيت شخص جائع في هذه الليلة
كم أفرح بقدومه المختلف وإلى أصواته التي مازالت تطربني
ما أجمله حينما كان يأتينا محملاً بأجمل الضحكات البريئة
التي كنا نتقاذفها سويا
ما أجمله حينما كان يجمعنا بأقاربنا ونتلقى الهدايا والعيديات التي كنا نحلم بها وندخرها
وقطع الكاكاو الثمينة التي كنا لا نستطيع نتذوقها سوى في هذه الأيام
ما أجمل ابتسامات الوالدين .. ما أجمل أحضان المراجيح التي كانت تسعنا
ما أجمل أصوات المآذن التي تتطاول أعناقها بالأجمل
ما أجمل تلك المسرحيات الضخمة التي تتطل علينا وننتظرها بشغف كل عام
وكأنها بذلك تعطينا جرعات إضافية من الفرح ومن الضحك الحقيقي
حتى أننا ننسى أنفسنا أمامها من شدة الضحك
وما أجمل اختلاف عيدي لهذا العام
أين أنت يا عيــــد ؟
ما أحلى عودتك إلينا .. و ما أحلى الرجوع لأيام شبابك الملتهبة
وكل عام وانتم بخير ومن أُحب كل الخير وأكثر