إذا أردت أن نتظر .. فلا تنظر إلا للقمة ....

أجلس على الجادة الخضراء..تحت السماء..أنظر حولي..لا أجد أحدا..لكني أرى الشجر والزهر..أرى الشمس والنجم..وأرى السماء والغيم..أحس بنسمات الهواء تلفح وجهي.. وتلعب بشعري كما تلعب الأم الحنون بشعر طفلتها الصغيرة...
ما أجمل هذا الهدوء.....
نظرت إلى شجرة البلوط الماثلة أمامي..إنها تقف ثابتة..قوية العزيمة..تؤمن بقدراتها.. تثق بنفسها.. هدفها أن تبقى أطول مدة ممكنة..لتعطى أكثر وأكثر...
لا تهزها رياح .. ولا يخيفها برق ورعد..ثابتة في وجه هذا الزمان...
والشمس... يال هذه الشمس..إنها واقفة هناك منذ زمن طويل..تشرق صباحا..وتغرب مساءا.. تشرق وتغرب..تشرق وتغرب.. لا تمل أبدا...
تقف هناك في الأعلى ..وهمها الوحيد..كيف تزيد من عطائها..كيف تعبر عن حبها وشوقها لمن هم هنا..بجانبي.. على سطح هذه المسكونة...
تقدم للإنسان والحيوان الطاقة والنشاط والحياة..تساعد النبات وتعطيه كل ما يحتاج من حب ودفء وحنان..ليتم أعماله على أجمل وأروع وجه..فالحب والعطاء هما أساس حياتها...
رفعت رأسي للأعلى...ما أروع هذه السماء.. إنها ممتدة من دون بداية ولا نهاية..إنها تمتلك الصفاء والنقاء..إنها تحتضن كل من في هذا الكون في بحرها الواسع الكبير...
تحتضن جميع الكائنات..حية كانت أو ميتة..تحتضن الأقمار والنجوم.. الجبال والسهول..البحار والأنهار..تحتضن الروض والظل والذكرى...
وتبقى ثابتة..فان في جوفها متسع للجميع..في قلبها مكان خاص لكل من على هذه الخليقة...
شجرة البلوط.. الشمس.. والسماء......
كلهم يقدمون ويقدمون..مسابقتهم الوحيدة هي من يزيد في العطاء..من يضاعف الحب.. من يبقى مصمما وعازما على تحقيق أهدافه وطموحاته وآماله.. من يبقى ثابتا في وجه الزمان..لا تقدر المصاعب على إعاقة طريقه للقمة...
وفي النهاية يكون الفائز بالتأكيد..هو من بقي ثابتا مصمما على الوصول للقمة..عازما على لعب دور الناجح..الرائع .. المميز...
فلننظر هناك للقمة..من سيكون الفائز يا ترى؟؟!!......